Admin Admin
عدد المساهمات : 125 نقاط : 6118 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/04/2009
| موضوع: الكيان الصهيوني استعماري , وحشي , عنصري , استبدادي !!! الخميس يونيو 11, 2009 6:18 am | |
| بقلم: نصر شمالي من فضائل المقاومة وفوائدها الجليلة أنها تشخّص الداء بحزم قاطع، وتعطي الدواء الشافي، فتنقذ المظلوم من المعاناة الرهيبة الغامضة والموت البطيء المجاني، وتمنح الظالم فرصة يمكن أن تساعده في استرداد إنسانيته وحريته أيضاً، حيث المستعمر الباغي ليس إنساناً وليس حراً، وقد فعلت المقاومة الفلسطينية فعلها مرة أخرى في هذا الميدان، حيث أصدر عدد من الأساتذة اليهود في فلسطين المحتلة وثيقة مهمة (في 12 تموز/يوليو 2004) لخّصت إلى حدّ كبير وكاف كل ما أرادت المقاومة العربية أن تقوله وكل ما تسعى من أجل تحقيقه، فالوثيقة اعترفت بأسى بالغ أن الصهيونية، بعكس ادعاءاتها، أنشأت كياناً استعمارياً يجمع عناصر لا لبس فيها من سياسة التمييز العنصري، مع استبدادية الاحتلال العسكري الوحشي، وأنها بدلاً من أن تمنح اليهود الأمن صنعت لهم مصيدة للموت، حيث يعيش المستوطنون في خطر مستمر لم يعرفه أي مجتمع يهودي آخر، وبدلاً من أن تفكك جدران "الغيتو"، الذي طالما عانى منه اليهود، شيّدت لهم أكبر "غيتو" في تاريخهم كله!
الوثيقة من إنجازات المقاومة إن الأصوات اليهودية المعارضة التي تعلو منذ ظهور المقاومة المستمرة في أواسط الستينات من القرن الماضي، والتي اتسمت عموماً بقدر من الإنصاف، ما كان لها أن تبلغ هذه الذروة العالية من إعلان الحقيقة في الوثيقة الأخيرة الجديدة (وثيقة أولغا) لولا صمود المقاومة المستمر وبسالتها وتضحياتها. إن هذه الوثيقة، التي أعدّت في مستوطنة جيفات أولغا، هي من الإنجازات التاريخية التي حققتها المقاومة الفلسطينية، وإن الإنسان العربي ليشعر بالفخر من جهة، وبالرضى من جهة أخرى لأن يهوداً منصفين باتوا يجهرون بالحقيقة، وينظرون إلى العرب كملاذ مستقبلي من جحيم الصهيونية العنصرية التي وضعت اليهود على طريق الهلاك ولو بعد مائة عام! تقول الوثيقة:" كل من لديه عيون ترى، وآذان تسمع، يعلم أن الخيار أمامنا هو: إما مائة عام أخرى من صراع سينتهي بالإبادة، أو بناء شراكة مع من يقطنون هذه الأرض، ومن الممكن لمثل هذه العلاقة أن تحولنا نحن يهود "إسرائيل" من أجانب في بلدهم إلى سكان أصليين"!
ليس بالخبز وحده نحيا! لولا المقاومة المستمرة لما تبلورت الآراء المنصفة لهؤلاء اليهود الذين يتوجب علينا ذكر أسمائهم التي وضعوها على وثيقة أولغا: برفسور آنان بيليتزكي، أندريه درازنين، حاييم هانكبي، يهوديت هاريل، مايكل وارشوزكي، وأورين ميديكس! لولا المقاومة لصمتوا تماماً، وإن خلافاً لضمائرهم، سواء في حالة انصياع العرب للعبودية، أو في حالة النجاح في إفناء العرب، فلا حقوق للمظلومين من دون مقاومة وتضحيات، لا عند الظالمين ولا عند العادلين! وقد جاء في وثيقة أولغا هذه: "إن إسرائيل في عام 2004 دولة تسير على طريق المجهول، فبعد 65 سنة من تأسيسها، ورغم إنجازاتها العديدة في الزراعة والعلوم والتكنولوجيا، ورغم كونها قوة عسكرية إقليمية كبرى لديها أسلحة فتاكة، هاهو عدد كبير من مواطنيها يعيش في اليأس والقلق والخوف الدائم من المستقبل"! وهذا يعني إقرارهم بأن التقدم المادي مهما بلغ لا يغني عن الإحساس بالطمأنينة والأمن والسلام، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، كما نطق سيدنا المسيح عليه السلام!
المفهوم الصهيوني للدولة الفلسطينية تقول وثيقة أولغا أن مفهوم "الدولة الفلسطينية" يستخدم من قبل العديد من السياسيين الصهاينة كفزّاعة للقفز على واقع الاحتلال، وأن هؤلاء السياسيين يتهامسون بغمزات عارفة أن الكيان الفلسطيني المستقبلي في المناطق يمكن أن يطلق عليه اسم "دولة" وفي غضون ذلك تواصل "إسرائيل" تخريب الضفة والقطاع كما لو أنها عازمة على سحق الشعب الفلسطيني! تقول الوثيقة اليهودية:" إننا متوحّدون حول حقيقة صهيونية ترتكز في الواقع على رفض الاعتراف بشعب هذه المنطقة، وعلى إنكار حقوقه، وطرده من أراضيه، واعتماد خيار الفصل (العنصري) كمبدأ وطريق أساسي للحياة، وتستمر "إسرائيل" في رفضها لتحمّل أية مسؤولية عن أعمالها، ابتداء بطرد معظم الفلسطينيين من وطنهم منذ أكثر من نصف قرن، وحتى إنشاء جدار الفصل الحالي حول الفلسطينيين المتبقين في بلدات وقرى الضفة، وأينما التقى اليهود والعرب، أو تواجهوا، يوجد حدّ مرسوم بينهم للفصل والتفريق بين المبارك (اليهودي) والملعون (العربي)!
مفهوم الوثيقة للتعايش والسلام
تقول الوثيقة أن "إسرائيل" اعتمدت منذ تأسيسها على قوتها العسكرية للبقاء، وبعد أربع سنوات من بدء الانتفاضة الثانية لا تزال "إسرائيل" غارقة حتى أذنيها في مستنقع الاحتلال والاضطهاد، وبينما هي مستمرة في سياسة التوسع الاستيطاني والعسكري، فإن العبارة المثيرة للاشمئزاز:" ليس لدينا شركاء في عملية السلام"! لا تزال تتكرر بلا توقف! لقد بات من الضروري في مواجهة المعسكر الإسرائيلي الكبير الداعم لجدران الفصل، من اليمين واليسار الذين تروّعهم عفاريت الديمغرافيا، لدرجة أنهم يحصون أسبوعياً عدد اليهود والعرب الذين يولدون والذين يموتون، وعدد اليهود والعرب الذين يعيشون في البلد دائماً، بات من الحيوي (في مواجهة هذا المعسكر) طرح وجهة نظر بديلة تقوم على المبادئ التالية:1- تعايش الشعبين على أساس الاعتراف المتبادل والشراكة المتكافئة وتحقيق العدالة التاريخية. 2- الاعتراف أن البلد ينتمي إلى جميع أبنائه (بما فيهم الفلسطينيين المهجرين منذ عام 1948) ونحن نطالب بإلغاء فوري لجميع القوانين والأنظمة والممارسات التي تميّز بين اليهود والعرب، وبحل المؤسسات والمنظمات والسلطات التي ترتكز على مثل هذه القوانين والأنظمة. 3- إننا متفقون بأن السلام مشروط باعتراف "إسرائيل" بمسؤوليتها عن ارتكاب الظلم بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بحق العودة، والتعويض للاجئين الفلسطينيين جيلاً بعد جيل. 4- إن الشرط الأساسي لتطوير رؤية حول العيش المشترك، والذي بات بديهياً، هو: نهاية فورية لحالة الاحتلال.. فعندما يتحرر الفلسطينيون بالكامل سيكون بإمكانهم تقرير مستقبلهم!
اليهود وقعوا في الشرك أيضاً! تقول الوثيقة أن القادة الصهاينة يصوّرون الفلسطينيين على أنهم دون البشر! "إننا نرفض باشمئزاز هذه الغطرسة العنصرية، ونحن على قناعة أننا إذا تعاملنا مع السلام بذهن منفتح وروح متفائلة سوف نجد فيهم ما نملكه نحن: العقل المنفتح والرغبة العميقة، لأننا اخوة وليس أعداء أبديين كما يدعي المفسدون، وسنكون قادرين على القيام بالخطوة الأولى لرحلة طويلة يمكن أن تخلصنا من التورط في واقع التحريف والقمع والإنكار، وفقدان الإرادة والتخلي عن الضمير، هذه الورطة التي تم إيقاع اليهود في شراكها منذ أجيال!
أخيراً، نقول باقتضاب تعليقاً على ما جاء في هذه الوثيقة الهامة: إن اليهود عامة مدعوون للمقاومة، وهم بحاجة ماسة إلى التحرر من ربقة الصهيونية والاحتكارات الدولية مثل العرب بل أكثر، فتلك القوى الشريرة هي من وظفتهم كقتلة، برضى بعضهم وبالرغم عن أكثريتهم في البداية، وبصورة ما فإن القاتل هنا يبدو ضحية المخططات والشراك الخبيثة، مثله مثل القتيل مع اختلاف المواقع الأخلاقية، ونكاد نجزم أن اليهود، رغم الأهوال المروّعة التي جلبوها للعرب، والتي فاقت كل تصوّر، لن يجدوا في المستقبل ملاذاً آمناً لحياة طبيعية متكافئة أكثر من الملاذ العربي الإسلامي! | |
|