الحوار مهم لتربية البنات
يعتبر التمييز بين الأبناء ذكوراً أو إناثاً او بين الأخوة عموماً مثل نار مختبئة تحت الرماد لذا تعد التربية هي المسؤول الاول عن سلوك الابناء في كل مراحل حياتهم وهناك اخطاء في التربية قد ينتج عنها فراق بين الابناء وفي العادة يكون هذا الفراق والشقاق ناتجاً عن الفجوة المستمرة بين الآباء والامهات ما يجعل الابناء في حيرة من امرهم ،واختلف البعض في طريقة العناية بالأنثى وطرق تربيتها وأهمية الحفاظ عليها ،بينما اعتبره البعض أمرا لا يولى أهمية كبرى وهو كطريقة التعامل مع الذكر وقد يكون في وجهة نظرهم بأن التعامل مع الذكر له مميزات وأهمها إعطاؤه حق السلطة قد يجهل الكثير أهمية القدوة لدى الأنثى مع العلم بأنه أمر يعتبره بعض المربين فائق الأهمية تواجدت اليوم مع عدد من الفتيات تعرفت من خلالها على أهمية التعامل مع الأنثى أو كما وصفته البعض بفن التعامل مع الأنثى .
عناية
وترى «وجنات سعد» أن جهل بعض العائلات في أهمية الاعتناء بالبنت يجعلهم يتعاملون معها على انها كائن مهمش لا أهمية لرأيه والمهم أن تأكل وتشرب وتعطى ماتريد بلا حب أو ثقة أو مساعدتها في النجاح وقد يتعاملون معها بقسوة دون الأكتراث بالعواقب فيجعل أبوابا كثيرة مليئة بالفساد تفتح لها في أي تعامل لا مجال فيه للعقلانية والنظر إلى طرق الشريعة في العناية بالأنثى.
تعبير
وتنوه «حورية عبد الخالق»الى تفضيل الولد على البنت وإعطائه حرية الرأي والسلطة قد يكون أحد العوامل في عدم الاهتمام بالأنثى و شعورها بالظلم فتحاول بعض الإناث إثبات وجودهن بطرق قد تكون إيجابية أو سلبية والحرص على الموازنة بين الأنثى والذكر أمر فائق الأهمية كثير من العائلات تجهله فيتسبب للأنثى بدخول عالم المرض النفسي.
حب
وتضيف «أريج القرني»بأن إعطاء البنت الحب الكافي من والديها سيجعل إحساسها بأن علاقة عائلتها معها على انها مهمة لديهم وإنهم يهتمون لأمرها وإعطائها الحرية في حدود الثقة وليست الثقة العمياء التي تولد الفقدان لها ولكن الثقة مع مراقبة ماتعمل وتصحيح خطئها بعلمها إذا كان خطأ كبيرا ومن دون أن تعلم إذا كان خطأ الجميع قد يقع فيه سيجعلها تحافظ على إثبات ان الثقة في محلها.
إحساس
وتشير «فاطمة الشمراني» أهمية شعور البنت بحب والديها ومحاولتهم إثبات ثقتها بنفسها وبصفة خاصة هذه العلاقة مهمة جدا وضرورية لنمو البنت نموا طبيعيا بعيدا عن المشكلات النفسية والانفعالية التي تواجهها إذا تعامل معها الأبوان بنوع من التسلط أو القسوة والشدة وجعلها بلا ثقة في نفسها وإن مهمتها في الحياة أمور تعتبر في وقتنا الحالي شيئا لا يولى الصعوبة والخوف من أن يفشل أحد في تطبيقه وما بداخلهم لها قد تفسره بأنه رغبة في قتل طموحها وأحلامها ومن المؤكد سيسبب لها أضرارا نفسية.
قدوة
وبينت «هدى الحلافي» أن الفتاة عندما تشعر بعدم الاهتمام بها ستحاول لفت النظر إليها بأية طريقة وإذا لم يكن هناك قدوة حسنة بالفعل ستجد من تقتدي به خصوصاً في وجود الفضائيات و ستقتدي بمن لا يأمر الإسلام بالإقتداء بهن مما يؤدي لها بالوصول إلى أبواب الإنحراف بأسهل الطرق وفي النهاية حدوث أمور قد لا تحمد عواقبها.
تعامل
وكشفت «منيرة صالح»أن أكثر مايهم الفتيات هو طريقة التعامل معهن و حل مشاكلهن بطرق إيجابية وراقية ووجود من يقدر مشاعرهن وهو مايسمى لدينا بفن التعامل مع الأنثى لأن هذا الفن لايجيده إلا أشخاص راقون فكرياً ولذلك إذا لم تجد الفتاة عناية بها وسط عائلتها واهتمام بأمرها ستبحث عمن يحل مشاكلها خارج المنزل وسوف تستغل الفتاة بطرق غير مشروعة وستكون بذلك خسرت عائلتها كنزاً بعدم العناية به وتركه لمن لايقدره .
تنشئة
وأوضح اخصائيون اجتماعيون أن الاغصان من شجرة واحدة كذلك الاولاد هم من نسل واحد وتتم تنشئتهم الاجتماعية التي تحيطهم ويتشابك النسيج الاجتماعي في الأسر الشرقية بسبب زيجات الاقرباء التي يمتاز بها الشرق لهذا تجد بعض الطبائع والعادات تكاد تكون متطابقة في العوائل ومنها تعامل الآباء والامهات مع اولادهم بوسائل اعتادوها بتربيتهم السابقة عموماً لكن ما يحدث ان السلبيات في عملية التربية تتكرر بتطابق تام كحالات عدم زرع الثقة في نفس الطفل وخصوصاً الفتاة وعدم تنمية المستوى الذكائي لأفراد الاسرة عموماً وعدم التعامل معهم على اساس انهم كينونة وحيدة بحد ذاتها لها خصوصيتها الانسانية.. ومن السلبيات التي ترافق العملية التربوية هي التفرقة بين الابناء وهذا له اساس تأريخي ومنها وأد البنات في عصر الجاهلية الذي حرمه الاسلام لكن ظلت هناك نظرة ثابتة تميز بين الفتاة والولد في العائلة الشرقية على مر التاريخ رغم تفاوت نسبتها من جيل الى جيل وقد يحدث التمييز بين ذاتهم اذ يستأثر الابن او البنت البكر غالباً باهتمام الوالدين اكثر من البقية، ان قضية التمييز بين الاولاد سببه تولد عقد اجتماعية أخرى حيث تسمى توابع المشكلات ومنها الشعور العالي بالأنا وازدياد التعامل الاجتماعي الخشن ما بين الاولاد ذاتهم وهنا يؤدي انجرار المشكلة وتوابعها الى المحيط الاجتماعي ،حيث يولد روح الانانية في التعامل الاجتماعي وقد يدفع في بعض الأحيان الى الجريمة ويكون عاملاً في ابتعاد المجتمع عن الألفة في نشاطه.